أحد الشروط الرئيسية للتغيير واكتساب شخصية واثقة هو أن تشبع احتياجاتك الخاصة أولا. قد تبدو تلك أنانية على السطح، ولكن دعونا نذكّر أنفسنا بأنه فقط عندما نبذل قصارى جهدنا لتحقيق أقصي نجاح لأنفسنا، نستطيع أن نكون في غاية الفائدة لعائلاتنا، وأصدقائنا، وزملائنا، ومجتمعاتنا…. الخ.
العديد من الناس يستخدمون فلسفة خدمة الآخرين أولا كوسيلة للفرار من تحمل مسئولية تغيير حياتهم الشخصية. يقولون إن أزواجهم أ زوجاتهم ينبغي أن يكونوا في المقدمة؛ أو إن أصدقاءهم، أو أسرتهم، أو أطفالهم، أو العالم ينبغي أن يكون في المقدمة. ليس هذا أكثر من كجرد خداع للذات. ومثال علي هذا السلوك هو الشخص الذي يدفن نفسه مضحيا في مشروع جدير بالثناء والتقدير لخدمة المجتمع في حين أنه، في حقيقة الأمر لا يستطيع مواجهة وحل مشكلاته الشخصية.
إنك لا تستطيع تغيير العالمـ ولكن تستطيع تغيير نفسك. والطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتحسن بها الموقف الإنساني هي أن يتولي كل فرد مسئولية حياته الشخصية. لقد حان الوقت لتوقف كل شيء آخر وتمنح الأولوية القصوى والكاملة لاحتياجاتك أولا. تلك هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تتحرر بها على الإطلاق. إن العبودية الجسدية جريمة تستحق العقاب، ولكن الأسوأ منها كثيرا هو العبودية العقلية، لأن العقاب يكون، كما عبر ديكارت ببراعة شديدة: “حياة من اليأس الهادئ” .